رائحة الوطن


تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 17 يونيو, 2018

هذه نسخة خفيفة لتعمل على الهواتف الذكية بشكل أسرع ان واجهتك مشاكل بالتصفح, فشاهد النسخة الاصلية للموقع.

 

 

رائحة الوطن

على الحافة جلستُ أنظر إلى غروب الشمس والذي كان يؤذن حينها بانتهاء أيام إجازتي. ولكن مهلا…لم أنته بعد ..لم أشعر بالملل بعد ..لم أتفحص وجوههم جيدا بعد..فلماذا انتهت بهذه السرعة؟!
حينها قطع حبلَ أفكاري صوت الأذان وما أجمله من صوت وأعذبها من كلمات حاولت إدخالها إلى روحي أولا قبل أذني..
كلمات سأشتاقها وأحن لها وسأرددها لوحدي عند عودتي..
لذلك أطلت السمع كثيرا وأطلقت لروحي العنان كي تستمع وتستمتع بها في آن واحد.. حزمتُ أمتعتي وأدخلتُ ما تبقى لي من رائحة الوطن إلى حقيبة سفري ..ودّعتهم وكأني في حلمٍ دامَ لبضعة دقائق
قصيرة هي لحظات اللقاء ..طويلة أيام الفراق
مشيت في ممر المغادرين وعيناي ترقبان ممر القادمين ووجوه أصحابه..
فرقٌ كبير ..مغادرون يحملون في عيونهم ذكريات الأحبة ورائحة الوطن وليالٍ جميلة لا تعوض وابتسامة ممزوجة بحنين لا يوصف..
وقادمون قد ملأت عيونهم مشاعر الفرح والشوق للأهل والوطن ولحظات اللقاء التي ينتظرونها منذ أمد بعيد قد لاحت أمامهم بأبهى صورة وستكون لحظات حقيقية بعد دقائق.. حينها خرجت مني تنهيدة عميقة أجبرتني على حثّ الخطى للبوابة استعدادًا للرحيل.. إذن ها أنا هنا من جديد.. دخلتُ البيت حاولتُ أن افهم ما شعرت به حينها فلم أستطع .. التزمتُ الصمت ..ذهبتُ إلى الحقيبة فتحتها بسرعة وبدأتُ البحث كالتائهة
وجدته..وضعته على الطاولة وفتحته ..بدأت الرائحة تعمُّ أرجاء البيت حينها وحينها فقط شعرت بالأمان وبراحة لا توصف .. جلستُ وأخذتُ أنظرُ إليها .. إلى أوراق “الميرمية” التي قطفتها بيداي من أرض وطني…

بقلم .. فداء جابر

 

 

التعليقات

Exit mobile version