مغتربٌ في بلدي ولكن الى متى؟!


تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 17 يونيو, 2018

هذه نسخة خفيفة لتعمل على الهواتف الذكية بشكل أسرع ان واجهتك مشاكل بالتصفح, فشاهد النسخة الاصلية للموقع.

 

في الواقع أنا مغترب في ألمانيا , مغترب بكل ماتعنيه بشاعة هذه الكلمة من معنى بكل تفاصيل العذاب بكل تفاصيل الحرمان بكل ماتؤول اليه مغترب من الذكريات المؤلمة نعم أنا مغترب,  كان ذلك اختياري ولذلك لااجرؤ أن ألقي اللوم على أحد نعم لاأنكرُ البتة أن اغترابي كان مفترق فاصل في حياتي قلبها رأساً على عقب لا أدري ان كان الى أحسن أو أسوء حال ..

ولكن أجزم لكم أني !

قد شعرت أكثر في الاغتراب في بلدي الذي لم أعرف غيره منذ أن بدأت ألتقط أنفاسي في هذه الحياة .. فأول أنفاس أستنشقها في حياتي .. كانت في هذا الوطن الذي لو شغلت بالخلد عنه نازعتني اليه بالخلد نفسي في موطني الذي لاأعلم ان كان موطني حقاً فأنا ابن فلسطين أقطن في قطاع غزة المكان الذي أُجبر بالهجرة اليه جدي وجدتي في 48 ..

خرجت الى حياة تملئها القسوة والرعب والحرب والجوع تعلمت معنى الشهامة والتضحية تعلمت معنى العطاء تعلمت أن أكون ملك نفسي فكذلك نحن ابناء فلسطين أنحاز لهم ولو على باطل أجدهم أنقى القلوب ولو بعثرتها بعض الشوائب .. أحببت جداً أدق التفاصيل في وطني وأبناء وطني أتذكر تلك القلوب الصافية التي لاتعرف حقداً ولاغلاً, كبرت قليلاً وكبر همُ الوطن معي وأرهق كاهلي, حتى وصلت تلك اللحظة التي غيرت مجرى تفكيري عندما بدأ شعبنا بالعزول عن المقاومة الى الملاحقة وراء الاحزاب هنالك أحسست بالضياع وبالتشتت رأيت تلك العُصبة القوية التي أفتخرت بها طويلاً بدأت تتمزق أمامي .. حقدت على الأحزاب وعلى عقول المتحزبين الصماء الخاوية التي لاترى حقاً إلّا في حزبها, ولاترى باطلاً إلّا في حزبٍ يناكفها الصراع على ذلك الكرسي الملعون !!

هنا بدأت بالتفكير تارة أخرى !! يا لحماقتي كنتُ أعتقد أن هذا الشعب لايفرقه شيء !! وكنت للأسف مخطئ فحلاوة المنصب غيرت نفوس وقاتلت نفوس ودبت الحقد والكراهية في نفوس  ..

كرهت هذا وبدأت باعزال نفسي عن ذلك المجتمع الحزبي المتعصب وبعض العقول التي لاترقى الى أن تكون عقول بشرية .. حقدت على الأحزاب وعلى التحزب, فلايحق لنا جميعاً أن ننتمي لحزب غير عشق فلسطين  ..

في الصف الحادي عشر بدأت فكرة الحنين الى الغربة في وطني تشغل عقلي .. أحن الى غربة وأنا في وطني يالسخرية القدر !! أردت ان أسابق الزمن وتمنيت حقاً أنه لو كان هنالك آلة زمن تُسرع انتشالي من هذا المستنقع الأليم .. لأنهي فترة دراستي في المدرسة حتى أحزم حقائبي وأودع ذلك الوطن الغريب الذي لاتأخذ فيه حقاً الا اذا كنت “ابن تنظيم فلان ولو كنت بان تنظيم تاني ياويلك ولو مالك فيهم فراحت عليك” !

مجتمعي كان باختصار يحارب الناجح ويُحبط القدرات يشجع على الفشل ويحطم الأحلام, يحسد وينقم ! ومازلت أتسائل ان كانت هذه هي أعراض سرطان الانقسام أم هي مترسخة في مجتمعي ولكن كنت صغيراً ذات يوم لم أستطع أن أميزها ؟!

بعدما أنهيت الثانوية بدأتُ مشروع البحث عن ألمانيا .. نعم هي ألمانيا كانت حلمي منذ فترة طويلة سعيت لها وحاربت من اجل تحقيق هذا الحلم .. تيسرت الأمور بحمد الله ومارأيت نفسي الّا بداخل مطار برلين ماذا أفعل هنا ! كان كحلم كسرعة البرق ولكن يراودني دائماً ولم أنسى أية تفاصيل من لحظة خروجي من البيت حتى وصولي الى برلين ..

ماذا فعلت بعدها وكيف سارت معي الأمور أسردها في موضوع منفصل ..

يُتبع ..

التعليقات

Exit mobile version