تم تحديث المقالة مؤخراً بتاريخ: 17 يونيو, 2018
خاطرة تراودني كل يوم وربما تراود كل مغترب عن وطنه وأود أنا أشارككم اياها ..
أسأل نفسي مرات عدة نفس السؤال .. هل أتحكم أنا بحياتي أم أن القدر يتحكم بي؟ فكيف وأن كل شي يدور حولي هو نتيجة لقرار اتحذته .. فكان من الممكن أن تتخذ حياتي مسار أخر غير الذي هي عليه الأن؟ لكني أجد الجواب .. هل للقدر السيطرة أم أنا المسؤول عن اتخاذي للقرار؟!
عندما أنظر الى سيرة حياتي منذ صغري وما تعلمته وأنظر لحياتي الأن أشعر بأن كل شيء كان مخطط له ومرتب له مسبقا! .. فحياتي الان هي بناء على فعلي في الماضي رغم أنني لم أكن أعرف كيف سيكون المستقبل وكيف هي حياتي مستقبلا – ولربما يحدث هذا للجميع- فمن المسؤول هنا ؟! .. بالطبع سأكون أنا! .. أنا المسؤول لأنني سوف أحاسب على كل شيء يوم القيامة .. فما أنا عليه هو نتيجة قرارٍ في وقت سابق .. هنا .. في هذه اللحظة .. يزداد ايماني باالله الخالق الجبار المبدع ..
لقد سمعت ذات مرة أن الإنسان حين يولد يرى سيرة حياته او أنها موجودة في عقله الباطن .. عندما كنت أشاهد التلفاز وأرى الشعب الأمريكي او الأوروبي وحياتهم وأفلامهم .. لم أتخيل بأنه سيأتي يوم وأعيش معهم! لم أصدق ولم أتحيل! .. كنت أراهم فقط في التلفاز .. لم أتخيل يوما بأنني سأتعلم اللغة الالمانية .. او حتى أن أعيش في ألمانيا .. إنه عالم مختلف تماماً! .. عالم أخر .. لدرجة أنني بدأت أنسى عالمي الأول .. إنه أمر سيء -يشعرني بالضيق- .. لم أعد أسمع الأذان كل يوم .. قد تغيرت حياتي بالكامل .. فحيين يأتي موعد النوم أتذكر كل شيء في آنٍ واحد .. أرى الماضي والحاضر!
البارحة كنت مدعواً لتناول الطعام عند جيراني من أمريكيّ الأصل .. فتكلمت الأنجليزية ولم يكن سهلاً علي التكلم باللغه الإنجليزية فأنا معتاد أن أتكلم الألمانية .. لكنني لم أكن سيئا .. تذكرت حينها عندما كنت صغيرا, كنت أشاهدهم عبر التلفاز .. وأنا اليوم أكل معهم .. سبحان علام الغيوب.
ما أحاول قوله: صحيح أننا لا نعلم الغيب لكن الغيب سيكون بناءاً على ما نفعله الأن أو ما حدث في الماضي ولن يكون شيئا غير متوقعاً أو شيئا غريبا ..
من يدرس الطب سيصبح طبيباً ولن يصبح مهندساً ومن يدرس الفنون سيصبح رساماً وإذا كان الطبيب مجتهدا في دراسته ربما يصبح أمهر طبيب وربما يصبح مشهورا على مستوى العالم يجب أن لا نستغرب قد يكون أحدنا هذا الطبيب أو المهندس كما أنك لم تتوقع أن تسافر وتعيش في عالم أخر أو أن تتقن لغه قوم أخرين أيضا من الممكن أن تبدع في تخصصك فقط عليك أن تثق بنفسك وتصدق أنك قد تكون في القمة ..
بقلم: هيثم أبو سنينة
تاريخ الكتابة: 24.12.2014
